کد مطلب:240884 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:214

اطفأ الله نورک
دخل ابن أبی سعید المكاری علی الرضا علیه السلام فقال له: أبلغ الله من قدرك أن تدعی ما ادعی أبوك؟ فقال له: «مالك أطفأ الله نورك، و أدخل الفقر بیتك، أما علمت أن الله تبارك و تعالی أوحی إلی عمران إنی واهب لك ذكرا فوهب له مریم و وهب لمریم عیسی فعیسی من مریم و مریم و عیسی شی ء واحد و أنا من أبی و أبی منی، و أنا و أبی شی ء واحد...».

قال ابن منظور: طفئت النار تطفأ طفأ و طفوءا: ذهب لهبها و أطفأها هو و أطفأ الحرب؛ منه علی المثل. و فی التنزیل العزیز: «كلما أوقد و انارا للحرب أطفأها الله». [1] أی أهمدها حتی تبرد و قال:



و كانت بین آل بنی عدی

رباذیة، فأطفأها زیاد



و النار إذا سكن لهبها و جمرها بعد فهی خامدة، فإذا سكن لهبها و برد جمرها فهی هامدة و طافئة. [2] و جاء القرآن الكریم بالكلمة فی مواضع منها قوله تعالی: «یریدون لیطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره» [3] مثلت حالهم بحل من ینفخ فی نور الشمس بفیه لیطفئه [4] .

و الحدیث الرضوی خرج دعاء علی ابن المكاری اللعین المعترض علی الإمام الرضا علیه السلام أن یكون إماما للناس كما كان أبوه الكاظم علیه السلام فمثل له مریم و ابنها عیسی علیهماالسلام و أنهما شی ء واحد و كذا الرضا و أبوه شی ء واحد و هذه الوحدة قد أشار إلیها أمیرالمؤمنین حین الوصیة لابنه الحسن علیهماالسلام بقوله: «وجدتك بعضی بل وجدتك كلی حتی كأن شیئا لوأصابك أصابنی» [5] .



[ صفحه 61]



قال ابن أبی الحدید: أخبر عن شدة اتحاد ولده به، فقال «وجدتك بعضی»، قال الشاعر:



و إنما أولادنا بیننا

أكبادنا تمشی علی الأرض



لوهبت الریح علی بعضهم

لا متنعت عینی عن الغمض [6] .



و یمكن أن تكون الوحدة إشارة إلی الاتحاد الروحی المعنوی أیضا و یدل علیه حدیث «أولنا محمد و أوسطنا محمد، و آخرنا محمد»، [7] إذ الاتحاد المحمدی اتحادهم علیهم السلام فی الولایة المطلقة الكبری التی یشترك فیها الرسول صلی الله علیه و آله معهم و یمتاز عنهم بالرسالة و قد ذكر السید شبر ذلك وعده من وجوه الحدیث [8] .



[ صفحه 62]




[1] المائدة: 64.

[2] اللسان 115 - 114/1 في (طفأ) و: بينهم باذية أي: شر. اللسان 491:3، في (ربذ).

[3] الصف: 8.

[4] تفسير الكشاف 525:4.

[5] النهج 57:16، الوصية 31.

[6] شرح النهج 61:16.

[7] مصابيح الأنوار 399:2.

[8] مصابيح الأنوار 400 - 399/2.

و المكاري هو الحسين بن أبي سعيد من رؤساء الواقفة و من أعداء الله عزوجل ترجمه الكشي في كتاب معرفة الرجال 405 تحت رقم 760، و معجم رجال الحديث 180 - 179/5.